*
الجمعة: 05 ديسمبر 2025
  • 08 أكتوبر 2025
  • 16:54
الكاتب: الدكتور عامر بني أحمد

خبرني - يعيش العالم اليوم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة يقودها الذكاء الاصطناعي، حيث باتت الروبوتات، أنظمة دعم القرار السريري، وتطبيقات تحليل البيانات جزءًا أساسيًا من منظومة الرعاية الصحية العالمية.

في الأردن، يطرح هذا الواقع سؤالًا محوريًا: هل مناهج كليات التمريض مواكبة لهذه الثورة؟ وهل يتم إعداد الممرضين الجدد ليكونوا شركاء فاعلين في نظام صحي رقمي؟

رغم التطورات السريعة عالميًا، ما تزال أغلب مناهج التمريض محلية تقليدية وتركّز على المهارات السريرية الأساسية، دون دمج كافٍ لمهارات التعامل مع الذكاء الاصطناعي أو تحليل البيانات الضخمة. هذا يعني أن الممرض الأردني قد يجد نفسه في بيئة عمل متقدمة لا تشبه ما تعلّمه داخل القاعة الدراسية.

ولكي نتجاوز هذه الفجوة، لا يكفي تحديث المناهج فقط، بل يجب إعادة تصور بيئة المستشفى المستقبلية، عبر أنظمة محاكاة رقمية، شاشات تفاعلية بجانب سرير المريض، ومسح باركود يضمن توثيق كل إجراء، على غرار أنظمة Epic وCerner العالمية.

التحديات قائمة: محدودية الموارد، نقص الكادر المؤهل، ومقاومة التغيير. لكن الحلول ممكنة: إدخال مساقات في الصحة الرقمية، شراكات مع المستشفيات، مختبرات محاكاة ذكية، ودعم الأبحاث الطلابية.

دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم التمريضي ليس ترفًا، بل ضرورة استراتيجية. فالممرض الواعي رقميًا يعني نظام صحي أقوى، ومستشفيات أكثر أمانًا، ووطن يليق بتضحيات جيشه الأبيض.

مواضيع قد تعجبك